اسودَّ لكثرة ما رأى

الى بثينة

امرأة ـ نهر

 

في الميسم ِ الذي يتركه السؤالُ

تتقدَّسين ْ

يلُفُّكِ رنينٌ لا يُسمَعُ

له شهيقٌ أو زفيرٌ، حتّى إذا أرهفنا المساكنَ

وفتحنا النوافذ َ، إذْ هجسنا الهدأة َ

تتقَدَّمينْ

يسندُك ِ عُكّازٌ

تحته ُ هاوية، يقودكِ أعمى

 

 

 

لا يقودهُ أحَدْ.

أنْ  تحتدمَ  اللغة ُ فيكِ، ولاتهسهسينَ

حرقة َ ما مضى، ولا تهمسين َ برقَ ما تبقّى

ولا تتأملين ندى حرائقك ولا تأملين َ

فاكهة َ أفراسكِ

ممنوعة أنتِ حتى من الاحتراق بصوتٍ عالٍ

كجدارٍ، كإيقونةٍ، تمسُّ من هو

أقربُ من حبلٍ حولَ رقبةٍ/مقيمٌ بين مسمارٍ وخشبةْ

أوـ هكذا ببساطةٍ ـ تثرثرين ْ

في شقوق ِ قرميدك ِ، في عتمته ِ

تُقَــسِّمين ساعاتك، بين الظلمةِ والضوءِ،

ساعاتك، معطوبة ً بالجنونْ.

 

 

 

أغراسك السرّيةُ ما عادت سرية ٌ

في معصمك جرحٌ

منه أثرٌ                             لايختفي

فيه                             موتك

ينطوي ضئيلا ً ولايَشعُّ

بجناح ٍ خفيف ٍ مُقد َّس ٍ. لكن،

لا يهابك ِ أحدٌ ، بورق ِ ليل ٍ اخْضَّر َ

بظلّ ماءٍ اسودّ لكثرة ِ ما رأى

تثاقل َ، تَعِدُهُ الغيومُ قبيلَ صياح ِ الديك ِ،

والثلوجُ، والشمس ُ بعد الثلوجِ، ولا يصلُ

حينَ يرى أنكِ لا تَرَيْنْ

وتتقدمينْ

       يسندكِ " لاأحدٌ" يقرأك ِ  " لاأحدٌ"  يسندُهُ  ويقرأ ُهُ

 

 

 

غيرَ أنّكِ تصمدين

كرخام ٍ يلين ُ لأصابع َ

تؤسسُ ما يدوم ُ

 دمشق  / كانون الثاني / 1998

 

يد ٌ معطوبة ٌ تحلم