حنا حزبون

نصوص مختارة

نبذة عن السيرة الذاتية

مواليد بيت لحم - فلسطين - 1954

مقيم في الكويت منذ عام 1964 

ينشر قصائده ونصوصه في

الصحف الكويتية منذ عام 1987

 

 

طرقٌ برية    

القرمز المسفوح

حصةُ الآثام

 

طرقٌ برية

1

 

أولُ ما سمعتُ

تشقى المحتشدة بثعالبها

الى أين تمضي

توقظ طيورنا الحبيسةْ ؟

واذ تنحني على عميقنا

تحتفي بالأنقى الذي يداهمنا

في براري الذهولْ

هكذا نمضي

يليق بنا الصفحُ

يمتثل لاعتراف له الشغفُ

الذي ينسج الملتقى

عند شجرة الرضى

رهيفا

تضيق به الممراتُ المنحدرةُ

حيث الشائكُ

الذي استعانت به صحراؤنا

 

 

2

 

أولُ ما قبلتُ

يهبُ لي نفسهُ

فأرقى به درج السماءْ

دربكَ المطرُ الذي لم ينهمل بعد

ولي هذا التعدي

يتكالب على ضحيتنا النادرةْ

ولكي نفلت من الهول القارضِ

غرقنا فيه حتى الرمق الأخيرْ

ويدعوني

وقد تجلى بنا

لمفارقة لا تحتملْ

هل جف ماء الصحو

يستعيد في أثر الجرح الحياةْ ؟

 

3

 

لتتعلم ألا تتأخر عن أحجاركَ التي انطمست في القاعْ

يتوهج الليل المجرب سائدا

يمتليء بتغضنات سريةٍ

ترى

هل أثقلته الغوايةُ

حتى انزلق بحركة ساكنة لآخر خديعةٍ

وبيننا هذا الذي أوحى لنا باللقاء المشتعلِ

نتأمله بحنو مأخوذ بأنجمه العاليةْ

 

4

 

أولُ اعتراف

يبوح به العضال المتطرفُ

يتعجل أيامه بتفاصيلها المهتوكةِ

واذ تستدرجه الهاويةُ

يشكو الرهان في متاهاته المعشبةْ

وللدروب المغايرةِ

أن تلملم الذي تهاوى

يستحيل الرتيب مثقلا بوحدته

لها الاختيارات المضللةْ

 

5

 

الخاتمةُ التي احتارت بين مصيرينِ

لم تدع شيئا على هيئتهِ

تصوغ العصي مسكونا بهواجسهِ

يوغل في المعنى البري

وقد عصفت به الثمرة العقيمةْ

ولنقائضه  التي لم يصل الى منتهاها

حيث رغباته المتقدةُ

يخالها دائما آخر مسألةْ

هل ادخر الحصين لمنبتهِ

تفاقم في ولع الروحِ

ينفلت من عبء التجربةْ ؟

 

6

 

ها هو يحدق في دروبه

 التي لا تحصى

حيث يروي الوحيد منها

ينتزعها أليفة ونافرة معا

حين يجترح لها

عند المدخل الحجري

معجزةًً

تحتمل ضراوة الصبار

  حنا حزبون


القرمزُ المسفوح

 


 

اقتربْ

أيها الندى الدليلُ

مكللا برفقة الغيمِ

يترصد مشهدهُ

يكتمل رهانهُ الدامي

واذ يظل البابُ موصدا

يتوسط سماواتهِ

يتحرى مكمنَ النزفِ

كي يحل بيننا

هاتكا حجبَ الظلامِ

 

الحديد : وجع يغفو على صدأ الوعيد

السراب : حيرةُ الصحارى الشاردة

الظمأ : فظاظةُ الغيم الحرد

الدليل : عليل ٌ منهوبٌ برطانة التفسير

الانتظار : قرينٌ مشغوفٌ بموهبة العراء

الكنانة : اختبارٌ قاسٍ لقوام السهام

الاعتراف : لغزٌ متململٌ يكمن للخاتمة

 

ولتبقَ معي

أيها الأليفُ الذي غادرني

مدججا بجسد الوليمةِ

كأنه بمستطاع الموتِ

يبدأ بي

ممهورا بالقرمزِ المسفوحْ

واذ ينعتق من هجعة الهاويةْ

يدفق بمرتقبِ المطرْ

وبأيامٍ أخرْ

حيث الظمآنُ

الذي توغل فينا

ينتخب وجهةَ الروحْ

 

الكويت _ 30 / 4 / 2001

 

  حنا حزبون


حصةُ الآثام


 

ستعبرُ الينا

تجرجر آثامها

تحتدم بخطوٍ ينتعل الريحَ العالقةَ

تنبيءُ عن مخابيء الحكايةْ

وللمشهدِ الذي توزّع في مسالكنا

أن يستعر بليلنا الطائشِ

تلهو به المصادفةُ

محمومة بزفيرها الشاردْ

وسنحكي

تتطاير الآثامُ بيننا

تغادر المكانَ الذي يلملم أعطافهُ

يشكو الولعَ

موعودا بالتي تناهتْ لصدفتها

حيث الصحارى تتواطؤ مع ظلها

يستميت الرملُ المعصوب بأوهامهِ

ينتخب ثمرتها المقنعةْ

أيقضمها

حين يقتحم الغيابَ الذي حدّق بنا

يسرف في هبوبهِ المصقولْ ؟

وللمصابة بعزلتها

أن تتألق بصهيلها الداجنِ

يطلق لذة أيامها في بدئها

واذ يصطفيها

 متباهيا بشرود رهانها

يتقوّس بالذي تعجز عنه المعصيةْ

أهذي هواجسُها

تتهدج بمنسوج نشوتها

تسفح باطن النحاسِ

       مغتصبا جذورها الوديعةْ ؟

واذ تهفو اليه يستدرج طراوتها

     يقتفي مرابضَ النزفِ

حتى الليلة الألفِ

بحنكةٍ مكتظةٍ بنعناعها

ولنا

في هاويتها المتناسلة فتنةٌ

لم نذقْ وحشتها

لموعدها ثرثرةُ الجدوبْ

ولنا ما تقاسمناهُ من طللٍ

يذوي بخيانات الحصصْ

يتشظى بدليلهِ

منذورا لوجهتها الرهصْ

يستعذب الهوى العتُوبْ

وها هو بحرُ معاصينا

فارسبي في قاعهِ

أو امتشقي العميقَ

يستطيب لمواجهةٍ تقنص حكاياتها

أنهمل الآن آثامنا

كمن ينوي أن ينسى

ما توحشتْ به الليالي

كي يحلّق في أقاصي الأعالي ؟

 

آنَ لعزلةٍ أن ترفل بآثامها

وهذه حصتنا

التي سنحتفي بها

 

الكويت - 6 / 9 / 2000

حنا حزبون

ضيوف