اقصاءُ الغبار

 

القوافلُ

وقد أضاءَتْ فوانيسها

نَـفـَس َ الغابةِ.

 

صوبَ حلمٍ يتكاثرُ

انسلّوا فرادى قبيل َ الفجر ِ

 

لا بأسَ أنْ يختلطَ المسافرونَ

ويشربون شايهم رفقة أصواتِ ناياتهم

لا بأسَ ببعضِ الغناءِ، يخففُ الأثرَ

الذي تتركه ومضةُ رصاصةٍ تنطفيءُ بين دقتي قلبٍ

أو صوتُ بومٍ يشقُّ الصمتَ، كما تشقُّ

امرأةٌ ثاكلٌ ثوبها

 

بل لا بأسَ ببعض الدموعِ، تتلو بكاء غائبٍ

عن مكانهِ، على غائبٍ ليس في نفسِ المكانِ

ليس في ذاك المكان، ليس في لا مكانْ.

 

تصعدُ الموسيقى

سُلَّمَ الحلْمِ متباطئةً، ثمَُ تـُسرع ُ

كأنها ترمي اللحاق بالعاصفةِ،

أ ُمسكُ البرقَ

برقكِ وأ ُعيدُهُ عليكِ

أنثرهُ

لأضيءَ جسدك الذي أضاءني

وبللني بهذا القدر المكور كسنةٍ

بهذا الصوتِ الذي حفرني

جوَّفَني بئراً

فغرقتُ


لا بأس َ بقليلٍ من البؤسِ

أنثني لك

فاقطفي ثمرةَ وقتي

تنضجُ في الطريقِ اليه

أقصده وأعنيه: ذاك المكان.

 

قرب الطواحين

أو في الغابةِ السوداءْ

أو قرب غرقٍ أقرب من أيدينا

قطفنا ثماراً طرية،

وجففنا ما تبقى صوبَ سفرٍ

ليس من أجلِ شيءٍ سوى

اقصاء الغبارِ عن الأرواحِ العذبةْ.

تموز1999  / أمريكا

يدٌ معطوبةٌ تحلم