جرذ

  

 

من حجرة الى أخرى ، يتنقل خفيفاً. أول الأمر، بدأ بالفتات ولكنه تمادى ، يقرضُ كل ما يقع أمام عينيه :  كتباً ، ملابس ، أكياساً ، وسائد ...نصبتُ له مصائد عديدة الأشكال ، وأقمتُ فخاخاً في زوايا ضيقة لابد له من المروربها ولكنه بدهاء جرذ مثقف تحاشاها هازئاً.

مرّت سنوات طويلة وصار هاجسي أن أتجبنه. تضخم حجمه وغدا أكبر من فيلٍ هائلٍ ، بعد أن أتى على نصف ما في المنزل. كنت أخاف أن يلتهمني ذات ليل ، وأرتعبُ من قرقعة عظامي بين فكّيهِ كأنني شيء ما .

صرتُ أحلمُ بمكانٍ آمن أضعُ رأسي عليه لأغفو ، تحالفتُ مع الإنتظار ، مترقباً كيف سيتباطأ في مشيته ويشيخُ وتسقطُ أنيابهُ ، وكم سيكون انفجاره هائلاً كالمهرجان: بالونات ملونة ، فراشات ، قصائد ، ريش... ستملأ الفضاء.

 

نصوص أخرى