جاكلين سلام

نصوص مختارة

شاعرة من سوريا

مواليد سوريا  _ 1964

تكتب الشعر والقصة

لها كتاب منشور قبل الطبع في شبكة المرايا الثقافية بعنوان

" خريف يذرف اوراق التوت"

تعيش في كندا وتكتب في الصحف العربية المغتربة.

 

في مقهى كندي  

ضباب ثقيل

  اللوتس الزرقاء

في مقهى كندي

 

وحيدة ،

تحضر كل مساء

تطلب" قهوتين "

امامها جريدة الصباح

تحملق ملئ الفراغ

تتأملها سيكارتها

بأشتعال

وفنجان القهوة البارد.

 

يدعوها الدخان

هيا بنا،

الضباب كثيف والطريق جليد

يلزمنا عجلات ضد الأنزلاق

وأضواء أكثر أكتشافا

 

النادل متلاش في تعبه

يلملم كل الجرائد في المكان

يرميها في الزبالة

وينظر الساعة المعلقة

على جدار الصقيع.

 

جاكلين سلام

 


ضباب ثقيل

 

الرجل الذي لفظه العالم،

يتهرب من احشائه

كل ليل

يحشر ثقله في ضباب المرقص

متعثرا بأجساد حجرية .

 

المرايا صقيلة

داخله ،

خلفه ،

أمامه

 

ذات يقظة،

حمل بتثاقل كفه الراعفة

منذ حين

 

حطم عيون المرايا

 

بصوت متشظ

لن يسمعه الاه،

كان يجهش

موالا شرقيا.

جاكلين سلام

 


اللوتس الزرقاء

    1

كأس من قبل

يعتصرني نبيذا

فأترقرق على شفاهك

                 وردة

بين مرايا أفقك

أتعرى

نورسة فقدتها التخوم

ونفرت منها كل الجهات

ويتبدد من قامتي انكسار الموج

 

على نافذة صمتك

أغزل جدائل الضياء

أرجوحة للوتس الزرقاء

وبزهو أعبر نحو الفجر.

 

        2

لم يبقى لنا الا الليل

لم يبقى من الليل الا بوابة أخيرة

سترحل عند أول شهقة للصباح

فأشربي روحه حتى الثمالة

بعثري ثوب النشوة

وشاحا لغيمة.

احزني الليلة  ،

ارقصي ،

اهطلي كل ورودك  ،

واطفئي قناديل المطر

بقطرات الجسد النبيذي.

 

ليل, ولم يبقى لنا الا

قلب غارق في ضباب منفى

اغتراب قيثارة

تضمد نحيب دمعة لم تجد خدا

فانكسرت على عنق الرصيف .

 

اشربي كأسك الأخيرة ،

كما أعتادت أن تشربك جذور الدفلى،

الأشياء الصغيرة والكبيرة .

 

أيتها الدافقة،

المتشظية

أغدقتك الفصول بثوب ماء  ،

وما زلت تلوذين بجمر الأغاني

أينعتك الأنهار ،

وما زالت أصابعك تشاكس

طحالب السماء.

 

اشربيه ،

حتى تلاشي الموج ،

حتى نهايات المدى

وانظري في عينيه

مرة واحدة ،

أخيرة.

جاكلين سلام

 

 

ضيوف