المنزل الأخير

وأنت َ

أيها النازل ُ إلى منزل الأمواتِ

ما الذي تأمله بعد ؟

ها أنتذا تسلم يديك كما في صلاةْ

تنتظرُ زائريك كلَّ خميس

حتى تتوغل في التراب

ويغطي الغبار القبر و الشاهدة،

قبل أن يذبل الألمُ في الجوار

وتخلد للسكينةْ. فأنت

من منفى لآخر، تحمل جمرةًً متقدةًً

وتحلم بمترٍ مربعٍ في الأقاصي.

بقلبٍ أعمى تودع الأحياءَ صامتاً،

وعميقاً تهبطُ في مياهِ النسيانْ، ملفوفاً بالبياضِِ

أثرُ

خمسةِ خواتمَ ذهبيةٍ يضئُ أصابعكَ ،

وجهك َ خزفةٌ متشققةٌ ودفلى وقتك يائسةْ.

 

كنت تصافح النار فتبقى  أصابعها في يدك

تمرُّ بها على ليلك فيبيضُّ ، تشحذ ُ في غابةِ احلامك

فأساً ، لتقطِّعَ أشجارها ،

ـ احترقي ؛ ماالذي لديك للخسرانْ ؟

ـ الذي آمله مما ليس لديّ ْ .

 

في غزير المطر، تفاجئك ذكرى حجرٍ خطَّتْ

أناملك عليه رسماً طفولياً ، فيهطلُ مطرٌ آخرُ

لا تقرأ ُ حزنه المدينة ْ.

 

أنت بهذا ، احتملت َ العناصر كلِّها ، ومضيتَ

الى المنزل الأخير ِ ، لستَ آسفا ً على شيء ٍ

سوى ذلك المتر ِ المربع ِ في الأقاصي...

 دمشق 1996

 

يدٌ معطوبةٌ تحلُم