مهيب البرغوثي

مواليد قرية كوبر قضاء رام الله (فلسطين) في عام 1964

نشر مجموعة من الكتابات في الصحف العربية والأجنبية والدولية والمحلية

له مجموعة نثرية ستخرج قريبا تحت عنوان  أنا والشعر إلى الجحيم

 

نصوص مختارة

لن ترو حلمي 

حين  دخلت الحرب  نسيت الحلم

انا باب نهائي لباب الوقت

 

انا باب نهائي لباب الوقت

 

واذا الغيوم تعثرت

...والأرض ألقت ثوبها

...وتفكـّكت

ودنت رياح

واستطال ليل

واضطربت خيول الشعر

واقترب المدى قلقا

ولامست البروق الوجد قائلة

. أقصى ما تخبئه القصيدة         

2

 

ثمة

أسماء تغلق أبواب السماء

وقد تثاقلت في بكائي

إذ

سحب الغيوم تبددت لترى

وجوم الكائنات

إذ

ما أمر الحزن في بيد

بلا عشب

ولا حجر

ولا بحر

ولا طلل

 

3

 

خبئت عمري في أناء الوقت

من سجع على فرس

رأيت الأحلام عاريا

من الأسماء

فوزعت رياح الأرض على

اللغات

وايقظت النبوة من مخبئها أنا البسيط

حدود تأمل الأشياء في حالاتها الأولى

سمت المدى قفرا

لأرى الطين مبتدأ لخرافة

كقوس القلب متسع لآهات الفراغ

وندرة الأشياء … والزمن البعيد

 

 

حطّ الطير على كتفي

سارقة المعاني

فتكسر الصدى

فعلقت قلبي بين مفترق الشجون

وسست خيل الشعر حتى المنتهى

عجبا

 

5

 

آنا

رأيت أعجاز القوافي

في مهب الريح خاوية

فعفرت مطيتي خجلا من نفسي

فعلقني الرماة

 

6

 

أرى الخيل أزمنة متكررة

وحد السيف حزن عاقر

فاجمع الأشعار في كفي وانثرها

على حجر الطريق

آه

مطية الآهات مأوى

يفل سكينة الموت المبكر

... وحلى المنفى

رماد بابا نهائي لباب الوقت

 

7

 

أين أفرّ

وأي شيء أصدُّ

ولأي لليل استعدُّ

وحيلة الشعراء أوسع من

قفا نبك

 

8

 

تهب ريحي الآن

يا أبي

أنا البراري خبأت تاجي ومملكتي

وكم من الآهات خلفي

فأي موت باردا..يدنوا

وأي صدى يعدوا

 

9

 

يا أبي

أني مقيم ما أقام الشعر

وباب مدينتي مسكون بالجبن

والموتى سلة الروءيا

يا أبي

أشعلت النار في خيام الخرافة

وخبأت وقتي لقصائد تأتي وأزمنة تطل

وبعت بقاياي لامرأة تخاف الليل

أنا

وحشة المنفى وعشب الموتى

. وصحرائي قافية تخون

 

مهيب البرغوثي

 

 

 

حين  دخلت الحرب  نسيت الحلم

 

..حين غفوت لم أجد الحلم 

وحين دخلت الحرب

..كنت أحلم

بأنها ستنتهي بعد قليل

: قال لي الجنرال  _

"في زاوية قريبة من هنا "

ومنذ ذالك اليوم وأنا

...في الزاوية ذاتها

عندما فتحت شظية شباكا فية كان يشاركني الخندق خرج منه سائل

 لا وقال البعض..اما أنا فلم اصدق أحد منهم كنت اعرف الحرب

 جيدا

أبي يحزن طوال الشتاء

..وأمي فيما تبقى من العام

ولذا أورثاني هذا الركام

..من الخسائر

كنت أرقب قبرة

عبرت سماء من رصاص

...والجنرال

:جمعنا في الساحة وقال

أبنائي

سقطت من سماء الرصاص القبرة

لم نستطع إن نفسر ما حدث

وفي إحدى الشتاءات مات أبي

أمي ظلت تموت طوال العام

هذا ما أردت قولة لك،بعد ما تقاسمتني الشظايا لعلي سأدركهم اذا

 ما مات القطار يوما ما،أصدقائي الذين مضوا وسأمضي انا كذالك

 بدون أسف أنت ؟ لماذا رحل الآخرون ؟

بالقرب من مسقط رأسي

كان هناك نهر لا يعترف بالمواسم

وقرب النهر بيت من طين

وشجرة لوز

عدت يوما لم اجد الشجرة

ولم اجد البيت،والنهر جف

ولم اجد مسقط رأسي

عدت إلى الحرب مرة أخرى

لابد من معادلة أخرى،لاعيد تكويني وأشعر بأني كنت هنا، قبل أن

 أكون هناك. لكن لماذا هناك قبل أن أكون هنا

هذا المواسم لا اسميها مواسم

أبدا

فيها ندافع عن كرامة ما

فقدوها في الماضي

ولم يكتفوا بحدود الخروج

لكي يعلنوا الحرب أمام الجميع

قد تعني لهم صفة أو نعوت

..اما أنا

سأكتفي بالسكوت

في يوم ما،نساء مضين

خلف موائدهم..ما

عسانا سنقول ما قيل قيل في السر

تلك المسافات كنا نظنها لا تنتهي

وقد تفضي بنا إلى باحة أو جدار

،لكنها على كل حال

تركت فوق قبورنا

حفنة من صباحات نقية

وأولادا يضعون باقات البنفسج

العربات فوق ظهري،خيولكم سوداء قطعتني إلى نصفين، أنا

 العارف الوحيد بينكم

أنت في المقهى متعب جدا

ووحيد

الأصدقاء الذين شاركوك الخنادق

..والنكات

قد لا تجدهم اليوم أو تجدهم

يتحايلون لكي يبعون

...كتابا

فلماذا أذن بكيت ؟

لم تكن غبيا لتطلق

أو ذكيا لتموت

انهار الخندق فوق رأسك

وركبت أول قطار يزحف نحو الجنوب

كان عليك أن تحرق سريرك،في زاوية أخرى الكثير من الأحياء،في

. بيوتهم لكنهم لم يعودوا كذلك

...أشتهي حجراً

فقد خالطتني الخشونة في مكان ما

من جسدي

اعرف أني الغريب الوحيد بينكم،لكن الغريب الوحيد بينكم، سأبقى

.الغريب الوحيد بينكم

مهيب البرغوثي

 

لن تروا حلمي


لن ترو حلمي 

  فرأسي
فارغ
 
والنهر يمر منه
 
وعلى ضفافه تعيش
الخرافات
 
بالأمس فقط
 
مروا الجنود ..
على بقاياه
       2

 
أيمكن تحويل ألهناك
 
إلى فراغ…من اللاشيىء
          3
بقداسة بوذا .
 
اجلس أمام المقبرة
 
احتسي البيرة
  
واحلم متى سيجلسون
قربي
 
لاحرس حلمهم
      4
مسرعا   نحو ماضي
لاسقط الذنوب
عن كتفي  كنت
       5
 
ككلب الصيد يستيقظ
 
فجأة ..فيرى المدينة
 
مطفئة ،ابدوا
        
أحيانا
       6
الناس احذية العيون

 

مهيب البرغوثي