تكوينات (1)

انكسارات

 

" منذ أن كتبني الخراب ُ

ما قرأني أحد ْ..."

 


 

أشدُّ من ريح ٍ إزاء َ صوتي

لينكسر صوتي

 

وأنا أ ُخاطب ُ كثيرين َ

و لا أحدْ...


 

منشغل ٌ باعباء ك أيتها السنة ْ

بحاجة ٍ

الى دهشة ِ طفل ٍ

لأكتشف فيك وقتي

يسكنني ناي تائه ٌ من قصب الجنوب ْ

ولايهبني النفس ُ

سوى ما تهب ريح ُ الخريف ِ لخريفها .


 

بالبداهة ِ

باكتمال ٍ يتناقص ُ

هكذا منذ ُ بدئها

أرتبك ُ حياتي


   

لست ُ شجرة ً

وسادتي حجر ٌ روماني ٌ

في رئتي َّ ، نساء ٌ يشتبكن بالأوكسجين

 

حول رقبتي ، يتدلَّيْن َ بقلادتي

أقف ُ هكذا ، لأتشتت ْ


 

في الرابعةِ فجراً

ساعة انجذابِ الشيءُ الى نقيضهِ

ساعة لا أحدَ يودُّ الرقصَ

مع الملائكةِ أو الشياطينْ،

 

تحلم ُ الحرب ُ

بفراديس َ هادئة ٍ

فيوقظها عميان ُ

يقودونها الى شيِّ الطينْ

في الرابعةِ فجراً  

 


 

 ثانية ً لن أستسلم لخرابِ

كْ

وأنشغل ُ بمديح ِ الرماد ِ

عن رسائل ِ الصمت ْ


 

يشبهون َ أبي

يقهقهون َ وهم ْ

يقضمون َ المسافة َ

كما تفاحا ً غريبا ً

 

ثُم َّ ينتحرون ْ

 


 

من جهات ٍ بلا مصادفة ٍ

تدفق َ سيل ٌ نحو مدينة ٍ بلا صَدَفة

جارفا ً كلَّ شيء ٍ صوب َ الرماد ْ .

 

أحجارها ليستْ مرهقة ً ولم ْ تهرب ُ

لكنَّهم ، في النعاس ِ

هدموا سر َّها ، وكما الكُحل

سرقوا سورها من الأهداب ْ

 


 

البلاد ُ التي تحرسين ْ

تنهض ُ في الكلمات ِ

وتثَّاقل ُ في الصمت ْ

 


 

رسولك ِ

ينحدر ُ صوب َ درب ِ السُعاة ِ

ولاتصلُ

سوى رسائل ِ الخفيف ِ

بقامات ِ الدخان ْ .

 


 

أن ْ أ ُحبك ِ:

أشم َّ كحبلى

قرنفلة ً ولا أتذكر ُ

حدائق َ الأبد ْ.

 


 

بأنفاسك ِ تزهر ُ البساتين ُ

 بأنفاسك ِ أ ُنقـَّي لغتي من عنفها

 الطبيعي والمصطنع ْ ، أ ُكاثرها

بمرايا مضاء ة ٍ بحنين ِ أنفاسك ْ.


 

الى أين أهرب ُ منك ِ

ظلالي غبار ُ قدميك ِ

الرمال ُ ، نشيد ُ يديك ِ

وأنت ِ تقطعين َ الصحراء َ في َّ

تعبرين َ الغابات ِ في َّ

وأنت ِ ، أبدية ٌ

كحكاية ٍ يرويها الغيم ُ للسماء ْ .


 

يداك ِ تتيهان ِ في البراري

عيناك ِ ترفان ِ في السؤال ِ

تبحثان عن وقتك ِ الذي أضعته ُ

في الصحراء ، في عينيك ِ ، في يديك ِ

حين أَ تَمَعَّن ُ: أتمعنى .

 


 

نسيانك ِ : أنت ِ .

 


 

الهواء ُ

يقتفي أثرا ً

ولايصل ُ

سوى ، الى ذكريات ٍ

محرَّرةٍ من ألم ِ اللحظات ِ الطويلة

محرَّرة ٍ من عبء ِ الغد ْ .


 

أحلم ُ ، بفراديس َ إليها ممراتٌ عديدة

بحيواناتٍ تلثغُ بالراء،

بمصعدٍ معطلٍ ويدٍ تدفعني من الطابقِِِِِ الخامسِِ

بغيمةٍ تصعد الباص ولا تصلْ

بتكويرةِ السنةِ القادمةِ، بحزنٍ

أحرى بجسرٍ يتقصًى ضفافاً  ليصلَ

إلى صفصافةً تنحني على نافذةٍ

بينما راقصاتٍ يعلًقن العدم على

أغصانها و يصفقن بيدٍ واحدةٍ...

 دمشق 1997

  يد معطوبة تحلم