وما أدراك ما الشعراء

  

كنت قد وجّهت الدعوة للشعراء الراغبين في إدراج نصوصهم في هذا الموقع المتواضع ، فاستجاب البعض مشكورا. والحقيقة إنني جد سعيد باستضافتهم ، وسأكون أكثر سعادة  إذا استجاب شعراء آخرون. ولكن لا يحدث كل ما يشتهيه علي بن مزهر، فلقد طلب منه أحد الشعراء، أن يُدرج نصوصا له، وسرّ بن مزهر، وأضاع ساعتين بحثاً عن نصٍ للشاعر منشورٍ في صحيفة عربية  ، وساعتين لكي يعالج النصوص ويجهزها للإنترنت ، وطبعا سيضيّع ساعتين إضافيتين ليكتب ويجهزّ هذا المديح، للإنترنت أيضاً ، وبن مزهر ككل خلق الله، وقته في الحياة محدود، وعليه ، أن يشتغل، ويدرس، ويقرأ ، ويكتب إذا استطاع الى ذلك سبيلا،  ويحتاج الى وقت ليتحدث الى زوجته أو ليتشاجر معها  ، ويحزن إذا شاهد أو سمع نشرة أخبار يتصدرها شارون، أو إذا شاهد الفلسطيني الذي وهب الحجر حركة، والذي  وسم العقدين الأخيرين، بوسمه الفريد، يسكن بلا حراك، بسبب رصاصة آثمة. من حقّه أيضاً أن يستضيف أصدقاءه ويزورهم ، ويردّ على الهاتف و البريد، وبمناسبة البريد فوجيء برسالة، أقلّ ما يقال عنها : إنها غريبة، إنّها من صديقه الشاعر المذكور، بلا عنوان، بلا تحية حتى ولو زائفة،  ولماذا كل هذه المطالب التعجيزية فهو شاعر، ليس عليه ما على غيره من البشر. على أية حال ، صاحبنا يطلب في الرسالة أن لا تنشر فيها النصوص، وطبعا بلا تبرير، بلا سبب واضح. ولماذا نطالبه بتبرير، فهو شاعر، يحقّ له أن يغيّر رأيه، وطز بالآخرين، وبوقتهم ، وبمشاعرهم ، والأدهى، إنني ، لم أفعل شيئا يغضبه أو يغضب الله  أوالوالدين، وصرت كالأثول لا أعرف ما أفعله.

ماذا لو أرسل النصوص الى صحيفة يومية ثم ندم أو غيّر رأيه، ولكن وقع اللا مشتهى ونـُشرت ، هل سيسحب العدد من الأسواق ، و يعطّل موقع الجريدة على الإنترنت ؟ أم سيرسل رسالة الى المحرر الثقافي، يوبّخه فيها على نشر النصوص.؟ لا أظّن إنه سيقدر على إتيان أي من الإحتمالات التي ذكرت. وأضعف الأيمان، سيكون الصمت لا الكلام. ولكنه في حال، الفقير الى الله ، علي  بن مزهر، سيطلب، سحب النصوص وعدم نشرها في رسالة تتكون من سطر واحد فقط ، بلا موضوع ، ولا تحية ، ولا تبرير.وحتّى لا أطيل،  اريد أن أقول شيئا واحداً لهذا الصديق الشاعر ، إذا كنت لا تؤمن بأن ثمة مسؤلية تصاحب أي عمل ثقافي مهما كان ضئيلاً ، ففي الأقل ثمة ما هو إنساني في التعامل مع الآخرين ، في إحترام العلاقة التي تجمعنا بهم. عدا ذلك ، فلا حاجة بنا  لهذا الشعرالذي يصدر عن مزاجية مريضة.                                                         

20-Jun-01

 

   عن الكتابة